ا
حتفل ويحتفل المسلمون بليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم. وقد اختلف المسلمون في أي الليالي هي، وأشهر الأقوال أنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، إلا أننا أمرنا أن نتحراها- أي: نتوقعها- في الأيام الفردية من الأيام العشر الأخيرة في رمضان، أي ليالي 21،23،25،27،29 من رمضان.
وليلة القدر هي ليلة الشرف وعلو المكانة، وهي خير من ألف شهر، قال الله عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فيما نزلت أول آية من القرآن الكريم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء بعيداً عن الناس، نزل قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
ثم توالى نزول القرآن الكريم رحمة للعالمين وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
وعن ليلة القدر روي أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- دعا أصحابه فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر من رمضان، فقال ابن عباس لعمر: إني لأعلم أي ليلة القدر هي، فقال عمر: وأي ليلة هي؟ فقال: سابعة تمضي أو سابعة تبقى، من العشر الأواخر، فقال عمر: من أين علمت ذلك؟ قال ابن عباس: خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وإن الشهر يدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والأعمار وكل شيء في العالم، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، وسميت كذلك لعظم قدرها وشرفها، ولأنها تكسب من أحياها قدراً عظيماً لم يكن له قبل ذلك وتزيده شرفاً عند الله تعالى، ولأن العمل في هذه الليلة له قدر عظيم.
وقد خص الله - سبحانه وتعالى- أمة الإسلام بهذه الليلة المباركة، وأخفاها عنهم رحمة بهم، حتى يزيدوا في طاعته بانتظارهم لها وترقبها في العشر الأواخر من رمضان.
وليلة القدر لها علامات تعرف بها، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : (إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة، وكأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ). النسائي.
وفي هذه الليلة يكثر نزول الملائكة إلى الأرض، ويكثر فيها نزول الرحمات والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وصيامها وقيامها خير من عبادة ألف شهر.
وليلة القدر سلام حتى مطلع الفجر، لذلك أحرص على أن أجد وأجتهد لكي أنال بركة هذه الليلة، فأنا أعلم أنه لن ينال كسلان أو غافل ثوابها وبكرتها، وأن الذي يراقب الله فيقوم ليله ويصوم نهاره، ويتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار ويعتكف في مسجد الله يسبحه ويستغفره ويدعوه، ويرجو رحمته ويخشى عذابه، هو الذي سيفوز بهذه الليلة وبركتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة). متفق عليه.
وفي هذه الليلة أدعو ربي قائلاً: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله.. إن وافقتُ ليلة القدر فماذا أدعو؟ فقال صلى الله عليه وسلم لها قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). الترمذي والنسائي.
فينبغي علينا جميعاً أن لا ندع فرصة هذه الليلة العظيمة التي يستجاب فيها الدعاء تفوتنا، بل نحييها بالصلاة والقيام والدعاء لأنفسنا ولأهلنا وللمسلمين في كل مكان
ليلــــة القـــــــدرخير من الف شهر
حتفل ويحتفل المسلمون بليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم. وقد اختلف المسلمون في أي الليالي هي، وأشهر الأقوال أنها في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، إلا أننا أمرنا أن نتحراها- أي: نتوقعها- في الأيام الفردية من الأيام العشر الأخيرة في رمضان، أي ليالي 21،23،25،27،29 من رمضان.
وليلة القدر هي ليلة الشرف وعلو المكانة، وهي خير من ألف شهر، قال الله عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
فيما نزلت أول آية من القرآن الكريم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد في غار حراء بعيداً عن الناس، نزل قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
ثم توالى نزول القرآن الكريم رحمة للعالمين وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
وعن ليلة القدر روي أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- دعا أصحابه فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر من رمضان، فقال ابن عباس لعمر: إني لأعلم أي ليلة القدر هي، فقال عمر: وأي ليلة هي؟ فقال: سابعة تمضي أو سابعة تبقى، من العشر الأواخر، فقال عمر: من أين علمت ذلك؟ قال ابن عباس: خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وإن الشهر يدور على سبع، وخلق الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورمي الجمار سبع، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والأعمار وكل شيء في العالم، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، وسميت كذلك لعظم قدرها وشرفها، ولأنها تكسب من أحياها قدراً عظيماً لم يكن له قبل ذلك وتزيده شرفاً عند الله تعالى، ولأن العمل في هذه الليلة له قدر عظيم.
وقد خص الله - سبحانه وتعالى- أمة الإسلام بهذه الليلة المباركة، وأخفاها عنهم رحمة بهم، حتى يزيدوا في طاعته بانتظارهم لها وترقبها في العشر الأواخر من رمضان.
وليلة القدر لها علامات تعرف بها، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : (إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة، وكأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ). النسائي.
وفي هذه الليلة يكثر نزول الملائكة إلى الأرض، ويكثر فيها نزول الرحمات والعمل فيها خير من عمل ألف شهر، وصيامها وقيامها خير من عبادة ألف شهر.
وليلة القدر سلام حتى مطلع الفجر، لذلك أحرص على أن أجد وأجتهد لكي أنال بركة هذه الليلة، فأنا أعلم أنه لن ينال كسلان أو غافل ثوابها وبكرتها، وأن الذي يراقب الله فيقوم ليله ويصوم نهاره، ويتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار ويعتكف في مسجد الله يسبحه ويستغفره ويدعوه، ويرجو رحمته ويخشى عذابه، هو الذي سيفوز بهذه الليلة وبركتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة). متفق عليه.
وفي هذه الليلة أدعو ربي قائلاً: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) لما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله.. إن وافقتُ ليلة القدر فماذا أدعو؟ فقال صلى الله عليه وسلم لها قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). الترمذي والنسائي.
فينبغي علينا جميعاً أن لا ندع فرصة هذه الليلة العظيمة التي يستجاب فيها الدعاء تفوتنا، بل نحييها بالصلاة والقيام والدعاء لأنفسنا ولأهلنا وللمسلمين في كل مكان